- تقديم المفهوم
يرتبط مفهوم الحرية بالتخلص من الاكراهات سواء كانت نفسية أو إجتماعية أو سياسية أو غيرها. بهذا يطرح المفهوم الكثير من الصعوبات . أي أنها بهذا المعنى تعني التحرر من كل القيود لتصبح بذلك عكسا للحتمية والضرورة . غير أن هذه الأخيرة (الحتمية) تعتبر من المفاهيم الأساسية التي ارتكزت عليها العلوم الحديثة في تطورها . بل كان لذلك انعكاس على بعض التصورات الفلسفية التي تعتبر الإنسان ظاهرة طبيعية يصدق عليه ما يصدق على بقية الظواهر الأخرى. أمام هذه المفارقة نتساءل عن علاقة الحرية بالحتمية والإرادة والقانون ؟
- اولا - الحرية و الحتمية :
نتساءل في بداية هذا المحور : هل الإنسان ظاهرة طبيعية يصدق عليه ما يصدق على جميع الظواهر التي تخضع لمبدأ الحتمية ، أم هناك مميزات وخصوصيات تجعل الإنسان كائنا حرا ؟ وهل الحرية تعني التصرف بدون قيود او حدود ، أم أن حقيقة الحرية هو الوعي بوجود حتميات واكراهات يخضع لها الفعل الإنساني ؟
نعني بالحتمية تلك القواعد والضوابط التي تخضع لها الظواهر الطبيعية . أي ادا توفرت مجموعة من الشروط فهي تؤدي بالضرورة الى نتائج ؛ فتسخين الماء مثلا يؤدي بالضرورة الى التبخر، كما سيؤدي التبريد حتما إلى تجمده . إن ارتباط الأسباب بالنتائج هو المنطق الذي يحكم العلوم التي حققت ومازالت تحقق المزيد من النجاح في مختلف المجالات. نفس هذه العلوم هي التي وعدتنا ، في بداية نهضتها، بأن هدفها هو تحرير الإنسان من عبودية الكنيسة و سيطرة الطبيعة . لكنها اخلفت وعدها حيث أصبحنا نتحدث على لسان " العلوم الإنسانية "بإمكانية معرفة الإنسان ودراسته كظاهرة قابلة للملاحظة والتجربة والقياس ، شأنه في ذلك شأن بقية الظواهر الطبيعية الأخرى.
نفس الشيء بالنسبة لعلم النفس حيث اعتبر " فرويد" أن ماهو أصلي في الإنسان ويشكل حقيقته هو " الغريزة" اي أنه كائن خاضع لضغط الغريزة ، من جهة ، والمجتمع من جهة أخرى. ذلك ما عبر عنه بواسطة مفهوم اللاشعور . هذا بالنسبة للعلوم الإنسانية. اما بالنسبة للفلسفة ، فنجد "اسبينوزا" يعتبر" الحرية هي الجهل بالعلل" أي ان اعتقاد الإنسان بأنه حر ، يخفي وراءه الجهل بالأسباب . فلو سألت ،مثلا، الجائع لوجدته يعتقد أنه حر في بحثه عن الطعام . لكنه ، في الحقيقة،هناك غريزة الأكل هي التي تقف وراء ذلك البحث .معنى هذا أن الإنسان يعي رغباته ولكنه يجهل عللها . إن الحرية ، في هذا السياق، هي الوعي بوجود الضرورة والتصرف وفقها .أي الوعي بشروط و اكراهات الحرية الانسانية التي لاتعني التمرد على الضوابط والقيود و القوانين التي تطفي عليها الطابع الإنساني وتخلع عنها رعونتها الحيوانية.
أما بالنسبة للفيلسوف الفرنسي "جون بول سارتر"، فيلسوف الحرية ، فهو يعتبر الإنسان كائن حر . إن الحرية في نظره هي حقيقة الإنسان و ما هيته وجوهره اي ما لا يمكن أن يكون بدونها . بهذا ينتقد " سارتر" العلوم الإنسانية التي حاولت بناء علميتها على حساب حرية الإنسان. ذلك باعتباره شيئا او موضوعا قابلا للدراسة والملاحظة العلمية ، متجاهلة بذلك مقومات إنسانية الإنسان والمتمثلة في اعتبار هذا الأخير "ذات حرة واعية ومفكرة".
خلاصة القول ، إن الحديث عن حرية الإنسان يقتضي استحضار مفهوم الحتمية .رغم التناقض الموجود بين المفهومين ، فإنهما يلتقيان ويتكاملان في الإنسان. لأن هذا الأخير كائن معقد ، كائن حر ومسؤول عن حريته .
- ثانيا - المحور الثاني: الحرية والإرادة.
لا يستقيم الحديث عن الحرية دون إثارة مفهوم الإرادة التي نقصد بهافعل الإختيار . فهل نختار أو نريد ما نقوم به من أفعال وتصرفات ؟ بعبارة أخرى ، هل يختار الإنسان الحرية ويريدها ، أم تفرض عليه؟ هل يستطيع الإنسان ان يرفض الحرية لأنه لا يريدها ؟
للجواب عن هذه الأسئلة ، يرى "سارتر" أن الإنسان مكره ان يكون حرا . مادام ان غياب الحرية يحد من إنسانية الإنسان ويمس بكرامته . أما الإرادة التي ترفض الحرية فهي إرادة انتكاسية، إرادة العبيد .
لهذا ميز "نيتشه" بين نوعين من الإرادة ؛ إرادة العبد و إرادة السيد :
اما إرادة العبيد فهي إرادة انتكاسة تبخس الحياة وتقلل من قيمتها .انها إرادة مريضة أصابها الوهن و الضعف و العياء
، فلم تعد قادرة على توكيد الحياة و الإقبال عليها . يتعلق الأمر بارادة تقبل أن تحيا حياة الذل .
واما إرادة السيد فهي تقوم على تثمين الحياة و توكيدها و الإقبال عليها . إنها إرادة قوة تقبل على الحياة بتناقضاتها وافراحها واحزانها .ان الفرق بين الارادتين فرق نوعي ، فرق بين مدبر ومقبل على الحياة . فرق بين إرادة ضعيفة وأخرى قوية .
غير أن ما تجدر الاشارة إليه هنا ، أن الضعف والقوة ليس بالمعنى الاقتصادي او الإجتماعي او العضلاتي ، وإنما يقصد" نيتشه" تلك العلاقة التي يقيمها الإنسان مع الحياة ومع الوجود حيث أن إنكار الحياة و تبخيسها و التقليل من قيمتها ضعف ، في حين أن الانفتاح عليها قوة . إن الإرادة عندما يصيبها الضعف و الوهن تزهد وتتعلق بالاوهام التي تعتبرها قيم و مثل أخلاقية عليا .
خلاصة القول ، يتضح مما سبق ، أن العلاقة بين الحرية و الإرادة علاقة واضحة حيث يمكن حصر الحرية في عبارة وجيزة هي " اريد ولا أريد " كما أن الحرية ليست جاهزة معطاة بل تقتضي الإرادة وبذل الجهد لأن إرادة الإنسان بطبيعتها تميل إلى الكسل والراحة والخمول ولذلك جاء "كانط" بمفهوم "العقل الأخلاقي " الذي يرغم ويكره الإرادة للقيام بالواجبات لبناء الكرامة والحرية وتحقيق إنسانية الإنسان.
- المحور الثالث: الحرية و القانون
- تقديم المفهوم
تعتبر الحرية من القضايا الأخلاقية التي يسعى الإنسان لتحقيقها و النضال من أجلها. بل تعتبر من الحقوق الطبيعية التي تشكل جوهر الانسان .لكن دلالتها تطرح أسئلة فلسفية :
- إذا كانت الحرية حق من حقوق الإنسان ، فهل معنى هذا أنها لا تقتضي الواجبات؟ هل هي شأن فردي خاص، أم شأن إجتماعي وسياسي ؟
- هل الحرية هي فعل الإنسان كل ما يريد بغض النظر عن كل القواعد و القوانين، أم أن الحرية بالمعنى الحقيقي هي الإلتزام بالحدود والقوانين ؟
- أليس هناك تناقض بين الحرية والقانون؟
بالنسبة ل " مونتسكيو" ليست الحرية أن نفعل ما نريد ، وانما
هي التصرف وفق ما ما تسمح به القوانين . لأن الحرية في غياب القوانين تنتهي إلى الفوضى . إن القانون هو الذي يمنح الحرية معناها الأخلاقي الإنساني . القانون هو الذي يحدد للإنسان ما يجب فعله او تركه . يتعلق الأمر هنا بحرية قانونية محمية من كل شطط .
أما بالنسبة ل "حنا اروندت" فهي تناقش الحرية في إطار سياسي واسع رافضة بذلك ان تكون الحرية شأنا ميتافزيقيا خاصا مرتبطا بالإرادة والوعي والتفكير فقط . إن الحرية عند "اروندت" قضية سياسية وتجربة إنسانية مرتبطة بالحياة اليومية. انها ممارسة وفعل ملموس لمجموعة من الحقوق والواجبات . أي ربط علاقات مع الآخرين في مجالات عمومية والتعبير عن الرأي بحرية . يتعلق الأمر هنا بحرية سياسية في دولة ديمقراطية تعمل على إزالة كل الحواجز التي تعرقل الحريات . إنها تنظيم العلاقة بين الحاكم و المحكوم .
هكذا ترتبط الحرية بالسياسة ، في هذا التصور، ارتباطا تلازميا .
هكذا تتخذ الحرية دلالات مختلفة لارتباطها بمجالات متنوعة علمية أو فلسفية أو سياسية .
■ خلاصة المجزوءة ستتم بواسطة المثال التالي : طلب أب من إبنه ألا يسرق . وكان جواب الإبن أن طلب من أبيه السبب او العلة . فوجد الأب نفسه أمام ثلاثة أسباب لمنع السرقة :
- أولها الدين الذي يرحمها.
- ثانيها تأنيب الضمير. (فطرية الضمير الأخلاقي عند روسو)
- ثالثا العقل الأخلاقي (كانط و الواجب الأخلاقي)
معنى هذا أن فلسفة الأخلاق ليست فقط أوامر ونواهي ، وإنما البحث عن العلل الأولى وعن الأسباب العميقة التي تقف وراء الأوامر والنواهي لتتخذ طابعا اخلاقيا .
بصفة عامة ، وخلاصة لكل ما رأيناه خلال هذه السنة. نقول أن المجزوءات الأربعة تلتقي كلها في نقطة واحدة هي "الإنسان " حيث تناولته مجزوءة الوضع البشري في بعده الوجودي كشخص يحضى بهوية وقيمة ويتمتع بالحرية وتربطه علاقةبالغير والتاريخ . أما المجزوءة الثانية فرأينا فيها الإنسان في علاقته بالطبيعة حيث يتوسل المعرفة العلمية لاكتشاف القوانين المتحكمة في الظواهر . في حين كانت مجزوءة السياية مناسبة لطرح العلاقة بين الحاكم والمحكومين في إطار الدولة والمؤسسات . وأخيرا جاءت مجزوءة الأخلاق لتبين المرجعيات و الضوابط التي يقوم عليها الفعل الإنساني سعيا وراء تحقيق السعادة كغاية قصوىللإنسان.
يرتبط مفهوم الحرية بالتخلص من الاكراهات سواء كانت نفسية أو إجتماعية أو سياسية أو غيرها. بهذا يطرح المفهوم الكثير من الصعوبات . أي أنها بهذا المعنى تعني التحرر من كل القيود لتصبح بذلك عكسا للحتمية والضرورة . غير أن هذه الأخيرة (الحتمية) تعتبر من المفاهيم الأساسية التي ارتكزت عليها العلوم الحديثة في تطورها . بل كان لذلك انعكاس على بعض التصورات الفلسفية التي تعتبر الإنسان ظاهرة طبيعية يصدق عليه ما يصدق على بقية الظواهر الأخرى. أمام هذه المفارقة نتساءل عن علاقة الحرية بالحتمية والإرادة والقانون ؟
- اولا - الحرية و الحتمية :
نتساءل في بداية هذا المحور : هل الإنسان ظاهرة طبيعية يصدق عليه ما يصدق على جميع الظواهر التي تخضع لمبدأ الحتمية ، أم هناك مميزات وخصوصيات تجعل الإنسان كائنا حرا ؟ وهل الحرية تعني التصرف بدون قيود او حدود ، أم أن حقيقة الحرية هو الوعي بوجود حتميات واكراهات يخضع لها الفعل الإنساني ؟
نعني بالحتمية تلك القواعد والضوابط التي تخضع لها الظواهر الطبيعية . أي ادا توفرت مجموعة من الشروط فهي تؤدي بالضرورة الى نتائج ؛ فتسخين الماء مثلا يؤدي بالضرورة الى التبخر، كما سيؤدي التبريد حتما إلى تجمده . إن ارتباط الأسباب بالنتائج هو المنطق الذي يحكم العلوم التي حققت ومازالت تحقق المزيد من النجاح في مختلف المجالات. نفس هذه العلوم هي التي وعدتنا ، في بداية نهضتها، بأن هدفها هو تحرير الإنسان من عبودية الكنيسة و سيطرة الطبيعة . لكنها اخلفت وعدها حيث أصبحنا نتحدث على لسان " العلوم الإنسانية "بإمكانية معرفة الإنسان ودراسته كظاهرة قابلة للملاحظة والتجربة والقياس ، شأنه في ذلك شأن بقية الظواهر الطبيعية الأخرى.
نفس الشيء بالنسبة لعلم النفس حيث اعتبر " فرويد" أن ماهو أصلي في الإنسان ويشكل حقيقته هو " الغريزة" اي أنه كائن خاضع لضغط الغريزة ، من جهة ، والمجتمع من جهة أخرى. ذلك ما عبر عنه بواسطة مفهوم اللاشعور . هذا بالنسبة للعلوم الإنسانية. اما بالنسبة للفلسفة ، فنجد "اسبينوزا" يعتبر" الحرية هي الجهل بالعلل" أي ان اعتقاد الإنسان بأنه حر ، يخفي وراءه الجهل بالأسباب . فلو سألت ،مثلا، الجائع لوجدته يعتقد أنه حر في بحثه عن الطعام . لكنه ، في الحقيقة،هناك غريزة الأكل هي التي تقف وراء ذلك البحث .معنى هذا أن الإنسان يعي رغباته ولكنه يجهل عللها . إن الحرية ، في هذا السياق، هي الوعي بوجود الضرورة والتصرف وفقها .أي الوعي بشروط و اكراهات الحرية الانسانية التي لاتعني التمرد على الضوابط والقيود و القوانين التي تطفي عليها الطابع الإنساني وتخلع عنها رعونتها الحيوانية.
أما بالنسبة للفيلسوف الفرنسي "جون بول سارتر"، فيلسوف الحرية ، فهو يعتبر الإنسان كائن حر . إن الحرية في نظره هي حقيقة الإنسان و ما هيته وجوهره اي ما لا يمكن أن يكون بدونها . بهذا ينتقد " سارتر" العلوم الإنسانية التي حاولت بناء علميتها على حساب حرية الإنسان. ذلك باعتباره شيئا او موضوعا قابلا للدراسة والملاحظة العلمية ، متجاهلة بذلك مقومات إنسانية الإنسان والمتمثلة في اعتبار هذا الأخير "ذات حرة واعية ومفكرة".
خلاصة القول ، إن الحديث عن حرية الإنسان يقتضي استحضار مفهوم الحتمية .رغم التناقض الموجود بين المفهومين ، فإنهما يلتقيان ويتكاملان في الإنسان. لأن هذا الأخير كائن معقد ، كائن حر ومسؤول عن حريته .
- ثانيا - المحور الثاني: الحرية والإرادة.
لا يستقيم الحديث عن الحرية دون إثارة مفهوم الإرادة التي نقصد بهافعل الإختيار . فهل نختار أو نريد ما نقوم به من أفعال وتصرفات ؟ بعبارة أخرى ، هل يختار الإنسان الحرية ويريدها ، أم تفرض عليه؟ هل يستطيع الإنسان ان يرفض الحرية لأنه لا يريدها ؟
للجواب عن هذه الأسئلة ، يرى "سارتر" أن الإنسان مكره ان يكون حرا . مادام ان غياب الحرية يحد من إنسانية الإنسان ويمس بكرامته . أما الإرادة التي ترفض الحرية فهي إرادة انتكاسية، إرادة العبيد .
لهذا ميز "نيتشه" بين نوعين من الإرادة ؛ إرادة العبد و إرادة السيد :
اما إرادة العبيد فهي إرادة انتكاسة تبخس الحياة وتقلل من قيمتها .انها إرادة مريضة أصابها الوهن و الضعف و العياء
، فلم تعد قادرة على توكيد الحياة و الإقبال عليها . يتعلق الأمر بارادة تقبل أن تحيا حياة الذل .
واما إرادة السيد فهي تقوم على تثمين الحياة و توكيدها و الإقبال عليها . إنها إرادة قوة تقبل على الحياة بتناقضاتها وافراحها واحزانها .ان الفرق بين الارادتين فرق نوعي ، فرق بين مدبر ومقبل على الحياة . فرق بين إرادة ضعيفة وأخرى قوية .
غير أن ما تجدر الاشارة إليه هنا ، أن الضعف والقوة ليس بالمعنى الاقتصادي او الإجتماعي او العضلاتي ، وإنما يقصد" نيتشه" تلك العلاقة التي يقيمها الإنسان مع الحياة ومع الوجود حيث أن إنكار الحياة و تبخيسها و التقليل من قيمتها ضعف ، في حين أن الانفتاح عليها قوة . إن الإرادة عندما يصيبها الضعف و الوهن تزهد وتتعلق بالاوهام التي تعتبرها قيم و مثل أخلاقية عليا .
خلاصة القول ، يتضح مما سبق ، أن العلاقة بين الحرية و الإرادة علاقة واضحة حيث يمكن حصر الحرية في عبارة وجيزة هي " اريد ولا أريد " كما أن الحرية ليست جاهزة معطاة بل تقتضي الإرادة وبذل الجهد لأن إرادة الإنسان بطبيعتها تميل إلى الكسل والراحة والخمول ولذلك جاء "كانط" بمفهوم "العقل الأخلاقي " الذي يرغم ويكره الإرادة للقيام بالواجبات لبناء الكرامة والحرية وتحقيق إنسانية الإنسان.
- المحور الثالث: الحرية و القانون
- تقديم المفهوم
تعتبر الحرية من القضايا الأخلاقية التي يسعى الإنسان لتحقيقها و النضال من أجلها. بل تعتبر من الحقوق الطبيعية التي تشكل جوهر الانسان .لكن دلالتها تطرح أسئلة فلسفية :
- إذا كانت الحرية حق من حقوق الإنسان ، فهل معنى هذا أنها لا تقتضي الواجبات؟ هل هي شأن فردي خاص، أم شأن إجتماعي وسياسي ؟
- هل الحرية هي فعل الإنسان كل ما يريد بغض النظر عن كل القواعد و القوانين، أم أن الحرية بالمعنى الحقيقي هي الإلتزام بالحدود والقوانين ؟
- أليس هناك تناقض بين الحرية والقانون؟
بالنسبة ل " مونتسكيو" ليست الحرية أن نفعل ما نريد ، وانما
هي التصرف وفق ما ما تسمح به القوانين . لأن الحرية في غياب القوانين تنتهي إلى الفوضى . إن القانون هو الذي يمنح الحرية معناها الأخلاقي الإنساني . القانون هو الذي يحدد للإنسان ما يجب فعله او تركه . يتعلق الأمر هنا بحرية قانونية محمية من كل شطط .
أما بالنسبة ل "حنا اروندت" فهي تناقش الحرية في إطار سياسي واسع رافضة بذلك ان تكون الحرية شأنا ميتافزيقيا خاصا مرتبطا بالإرادة والوعي والتفكير فقط . إن الحرية عند "اروندت" قضية سياسية وتجربة إنسانية مرتبطة بالحياة اليومية. انها ممارسة وفعل ملموس لمجموعة من الحقوق والواجبات . أي ربط علاقات مع الآخرين في مجالات عمومية والتعبير عن الرأي بحرية . يتعلق الأمر هنا بحرية سياسية في دولة ديمقراطية تعمل على إزالة كل الحواجز التي تعرقل الحريات . إنها تنظيم العلاقة بين الحاكم و المحكوم .
هكذا ترتبط الحرية بالسياسة ، في هذا التصور، ارتباطا تلازميا .
هكذا تتخذ الحرية دلالات مختلفة لارتباطها بمجالات متنوعة علمية أو فلسفية أو سياسية .
■ خلاصة المجزوءة ستتم بواسطة المثال التالي : طلب أب من إبنه ألا يسرق . وكان جواب الإبن أن طلب من أبيه السبب او العلة . فوجد الأب نفسه أمام ثلاثة أسباب لمنع السرقة :
- أولها الدين الذي يرحمها.
- ثانيها تأنيب الضمير. (فطرية الضمير الأخلاقي عند روسو)
- ثالثا العقل الأخلاقي (كانط و الواجب الأخلاقي)
معنى هذا أن فلسفة الأخلاق ليست فقط أوامر ونواهي ، وإنما البحث عن العلل الأولى وعن الأسباب العميقة التي تقف وراء الأوامر والنواهي لتتخذ طابعا اخلاقيا .
بصفة عامة ، وخلاصة لكل ما رأيناه خلال هذه السنة. نقول أن المجزوءات الأربعة تلتقي كلها في نقطة واحدة هي "الإنسان " حيث تناولته مجزوءة الوضع البشري في بعده الوجودي كشخص يحضى بهوية وقيمة ويتمتع بالحرية وتربطه علاقةبالغير والتاريخ . أما المجزوءة الثانية فرأينا فيها الإنسان في علاقته بالطبيعة حيث يتوسل المعرفة العلمية لاكتشاف القوانين المتحكمة في الظواهر . في حين كانت مجزوءة السياية مناسبة لطرح العلاقة بين الحاكم والمحكومين في إطار الدولة والمؤسسات . وأخيرا جاءت مجزوءة الأخلاق لتبين المرجعيات و الضوابط التي يقوم عليها الفعل الإنساني سعيا وراء تحقيق السعادة كغاية قصوىللإنسان.
الجمعة 10 يونيو 2022 - 21:44 من طرف ادريس بوزاز
» اليابان قوة تجارية كبرى
الإثنين 31 مايو 2021 - 12:35 من طرف ادريس بوزاز
» الصين قوة اقتصادية صاعدة
الأحد 30 مايو 2021 - 14:50 من طرف ادريس بوزاز
» الاستفادة من منحة التعليم العالي والتكوين المهني برسم السنة الجامعية والتكوينية 2020-2021
الخميس 18 يونيو 2020 - 10:32 من طرف Admin
» الأطر المرجعية المكيفة الخاصة بالامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك البكالوريا - دورة 2020
الخميس 18 يونيو 2020 - 9:53 من طرف Admin
» Pour réussir votre examen en langue française
الجمعة 12 يونيو 2020 - 19:42 من طرف Bouarfa ikrame
» Vidéo dédiée à mes élèves de 2ème année bac
الجمعة 12 يونيو 2020 - 19:41 من طرف Bouarfa ikrame
» Les caractéristiques d'un texte argumentatif
الجمعة 12 يونيو 2020 - 19:38 من طرف Bouarfa ikrame
» Les caractéristiques d'un texte argumentatif
الجمعة 12 يونيو 2020 - 19:37 من طرف Bouarfa ikrame
» Le dernier jour d'un condamné/Qcm pour tous les chapitres
الجمعة 12 يونيو 2020 - 12:02 من طرف Bouarfa ikrame
» /Tous les chapitres de La boîte à merveilles
الجمعة 12 يونيو 2020 - 12:00 من طرف Bouarfa ikrame
» Pour réussir votre examen en langue française
الجمعة 12 يونيو 2020 - 11:56 من طرف Bouarfa ikrame
» Les figures d'intensité (d'amplification et d'atténuation)
الجمعة 12 يونيو 2020 - 11:55 من طرف Bouarfa ikrame
» Les caractéristiques d'un texte narratif
الجمعة 12 يونيو 2020 - 11:53 من طرف Bouarfa ikrame
» Tous les chapitres de la boîte à merveilles/Questions et réponses
الجمعة 12 يونيو 2020 - 11:52 من طرف Bouarfa ikrame
» المصطلحات والمفاهيم الجغرافية المحددة في الإطار المرجعي لامتحانات البكالوريا
الأربعاء 10 يونيو 2020 - 15:00 من طرف ادريس بوزاز
» Résumer de la partie physique: Ondes, nucléaire et électricité
الجمعة 5 يونيو 2020 - 16:42 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Le dipôle RLC
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:26 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Le dipôle RL
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:25 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Le dipôle RC
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:24 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Noyaux, masses et énergie
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:22 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Décroissance radioactive
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:20 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Ondes Lumineuses
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:19 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Ondes mécaniques périodiques
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:18 من طرف RGRAGUI Ahmed
» Fiche de révision: Ondes mécaniques progressives
الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 14:08 من طرف RGRAGUI Ahmed
» توجيهات مهمة وحاسمة لاجتياز امتحان البكالوريا في مادة التاريخ و الجغرافيا
الإثنين 1 يونيو 2020 - 21:41 من طرف ادريس بوزاز
» الأطر المرجعية المحينة الخاصة بالامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا – دورة 2020
الإثنين 1 يونيو 2020 - 11:11 من طرف Admin
» examens régionaux avec leur corrigés
الجمعة 29 مايو 2020 - 18:56 من طرف Mostapha Mzguidi
» درس التتبع الزمني لتحول كيميائي - سرعة التفاعل -
الجمعة 22 مايو 2020 - 1:37 من طرف RGRAGUI Ahmed
» المفاهيم التاريخية الأساسية وفق الأطر المرجعية لامتحانات البكالوريا
الخميس 21 مايو 2020 - 6:50 من طرف ادريس بوزاز